«فرانس برس»: مخاوف نفسية ترافق عودة الرهائن الإسرائيليين بعد 15 شهراً من الأسر
«فرانس برس»: مخاوف نفسية ترافق عودة الرهائن الإسرائيليين بعد 15 شهراً من الأسر
في وقت تستعد فيه إسرائيل لاستقبال 33 رهينة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، تبرز تحذيرات من متخصصين صحيين بشأن التحديات النفسية والجسدية التي سيواجهها هؤلاء الرهائن، الذين أمضوا أكثر من 470 يومًا في الأسر.
الإفراج المتبادل
وأفادت وكالة “فرانس برس” في تقرير لها الأحد بأنه بموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ اليوم، ستفرج إسرائيل عن ألفي معتقل فلسطيني مقابل الإفراج عن 33 رهينة، على أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا. وقد أعلن منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في إسرائيل أسماء ثلاث رهينات سيتم تحريرهن أولاً، وهن: إميلي داماري (إسرائيلية-بريطانية)، ورومي غونين، ودورون شتاينبرخر.
ومن بين 251 رهينة احتجزتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، لا يزال 94 منهم في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي، بينهم 34 شخصًا أفادت القوات الإسرائيلية بأنهم قتلوا.
ويوضح أمير بلومينفلد، الرئيس السابق لقسم الصدمات في الجيش الإسرائيلي، أن الرهائن الذين تم الإفراج عنهم في الهدنة السابقة عانوا من مشاكل صحية ونفسية خطيرة، ومع طول فترة الأسر هذه المرة، يتوقع بلومينفلد أن تكون الحالات أكثر خطورة، قائلاً: "المشكلة الأكثر صعوبة ستكون الصحة النفسية".
وأشار تقرير صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية في ديسمبر 2023 إلى تعرض العديد من الرهائن السابقين للتعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك الضرب، والحرق، والاعتداء الجنسي، والحبس الانفرادي، والحرمان من الطعام، وأكد التقرير أن الناجين يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، إضافة إلى الشعور بالذنب الناجم عن النجاة.
صدمات نفسية وآمال التعافي
تصف إيلانا غريتسيفسكي، إحدى الناجيات من الأسر خلال الهدنة السابقة، كيف تركت تجربة الاختطاف ندوبًا نفسية وجسدية عميقة، تقول إنها فقدت 11 كيلوجرامًا خلال شهرين من الاحتجاز، وأصيبت بإعاقات جسدية، فضلاً عن تعرضها لتحرش جنسي، وتضيف: "ما زلت أعاني من العواقب حتى الآن".
ويشير خبراء إلى أن الرهائن الذين سيعودون قد يواجهون تحديات إضافية، مثل معرفة أن أحبائهم قُتلوا أو أن منازلهم دُمرت خلال الصراع، وتقول إيريس غافريلي راهابي، وهي عضو في "فيرست لاين ميد"، إن العديد من الرهائن قد يكونون في حالة انهيار نفسي، مع مخاوف من تعرض بعض النساء لاعتداءات جنسية أثناء الأسر.
خطط العلاج والدعم النفسي
تضع وزارة الصحة الإسرائيلية خطة شاملة لدعم الرهائن المفرج عنهم من غزة، تشمل إدخالهم إلى المستشفى لمدة لا تقل عن أربعة أيام، وتقديم الرعاية النفسية الفورية، وإجراء فحوص طبية شاملة، بما في ذلك اختبارات الحمل للنساء.
تؤكد راهابي أن الناجين قد يجدون قوة داخلية للتعافي من هذه التجربة المؤلمة، قائلة: "عندما تنجو من الجحيم وتظل على قيد الحياة، فإن ذلك يمنحك قوة هائلة".
يرى بلومينفلد أن التعافي النفسي للرهائن قد يستغرق سنوات، وربما يكون مستحيلاً لبعضهم، لكنه يسلط الضوء على أهمية الاستعداد المهني للتعامل مع الصدمات النفسية المعقدة، وبينما تواجه العائلات والمجتمع تحديات كبيرة في التعامل مع الآثار المدمرة لهذه الأزمة، يبقى الأمل قائمًا في قدرة الإنسان على الصمود والتعافي.